الوأد

ذكر الأستاذ الدكتور منصور بن تنباك الأستاذ بجامعة الملك سعود في كتابه (الوأد عند العرب بين الحقيقة والوهم) وشدد في كتابه المثير للجدل أن الوأد لم تكن من عادات العرب وأن المقصود بالموؤودة  بالأية الكريمة (وإذا الموؤودة سئلت * بأي ذنب قتلت) هي لفظ عام يشمل كل نفس بشرية نتجت عن علاقة الزنا بغض النظر عن المجتمع الذي وقعت فيه وشدد أن الوأد لم يمارسه العرب في جاهليتهم ونص على قوله أن الوأد (وهـمٌ تاريخي وكذبة لـفّـقـها رواة من العصر الجاهلي)
أقول -مستدركا- أن عادة وأد البنات كانت من العادات المعروفة عند بعض بطون العرب ولم تكن أفعالا معزولة ولم تكن الموؤودات نتاج زنا أو سفاح وأنما كن نتاج زيجات معروفة  ويقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن وأد البنات كانت تمارسه  بطنان معروفان من بطون العرب أحدهما في (بني تميم) والأخرى في  (بني أسد) وهما ولا شك بطنان من أكبر بطون العرب من مجموع أكثر من 400 بطن من قبائل العرب آنذاك بل وبحسب العطيات أخذ  بعض نفر من (قريش) يقلدون هذه العادة المقيتة لتأتي آيات القرآن الكريم لتحرم وتجرم هذا الفعل الشنيع وبما فيه من أزهاق لأرواح بريئة طاهرة قال تعالى في سورة التكوير8-9 (وإذا الموؤودة سئلت * بأي ذنب قتلت) ويعتقد العطيات أن وأد البنات في الجاهلية لم يكن بدافع الكراهية ولكن كان بدافع الحفاظ على سلامة الاعراض وصيانة الشرف وحمايته من التدنيس.
 أما قول الأستاذ الدكتور مرزوق بن تنباك في كتابه (الوأد عند العرب بين الحقيقة والوهم) أن المقصود بالمؤودة أنما النفس المولدة  نتيجة (الزنا) سواء كان ذكرا أو أنثى .

أقول لاشك أن الأستاذ الدكتور بن تنباك قد أبتعد كثيرا عن الصواب بقوله وزعمه هذا لانه من الثابت أن من عادات العرب في جاهليتهم أن الرجل أذا وضعت زوجته يأتيه البشير فأما أن يبشره بمولود (ذكر) فينطلق بين القوم جذلا مسرورا أو يبشره بمولود (أنثى) فيغضب ويسّود وجهه ويختفى (يتوارى) من مقابلة قومه  قال تعال في ىسورة النحل 58-59 (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم  * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون) . 
والدس في التراب لا يحتاج لكثير لشرح وهل غاب على أستاذ اللغة والأدب بن تنباك أن مفهوم (البشارة) أنما يكون لولد الفراش  سواء كان ذكرا أو أنثى وليس لمولود (الزنا) كما توهّم الأستاذ حفظه الله.