الصلب .... بين الحقيقة والخيال

الصلب أرتبط ذهنيا بالديانة المسيحية حيث يعتقد أتباع هذا الدين أن المسيح عيسى بن مريم صلبه اليهود والأسباب كما يوردها رجال الديانة النصرانية أن سبب صلبه هو تقديمه كقربان ليخلص البشر جميعا من الخطيئة الأولى الا وهي عصيان آدم لخالقة ويوردون سببا آخر أنه بصلبه  قضى على أفعال أبليس على الأرض.

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن الصلب كوسيلة لقتل البشر كان معروفا قبل المسيحية بمئات السنين فهناك كتابات وحفريات تدل أنه كان من وسائل القتل في بلاد ما بين النهرين كما كان ممارسا عند قدماء المصريين.
 

والصلب وسيلة رهيبة لقتل الأنسان حيث جرت العادة أن يربط المصلوب على جذع شجرة مكتوف الأيدي ومقيد الأرجل فلا يقدم له شراب ولا طعام حتى يموت فأن لم يتوفر جذع شجرة يدق للمراد صلبه خشبتان لتثبيت أطرافه الأربعة عليها ولا يشترط فيهما أن تكون على شكل الصليب (+) ولكن تتخذ أشكالا منها أكثرها شيوعا على شكل (x) وفي الغالب يطلب من المراد صلبه حمل خشبتة والطواف بها حتى الوصول إلى مكان الصلب وهو دليل أكيد كما يقول العطيات على أن خشبة الصلب كانت تصنع من خشب خفيف وقوي وليست كما نراها في الأفلام التي تتناول حياة المسيح حيث ترتفع خشبة الصلب الضخمة عن الأرض عدة أمتار وتحتاج إلى عدة رجال أقوياء لنصبها فذلك تهويل وأخراج سينمائي لا حقيقة له. 
وفور الوصول إلى المكان المقترح للصلب يوثق المصلوب على خشبة الصلب بربط عضديه وساقيه بحبل قوي يطوى إلى منتصف الذراع والساق ، وأما ما نراه في الرسومات والأفلام من  تثبيت أيدي المصلوب بمسامير ضخمة فذلك نادر الحدوث وفي أغلب الأحيان يموت المصلوب بعد عدة أيام وفي الغالب خلال 3 أيام.
يقول العطيات لكن الرومان ولتسريع موت المصلوب كانوا يقومون بطعن المصلوب بخنجر صغير على جهة بطنه اليمنى مما يلي الكبد عدة طعنات نافذة فيحدث للمصلوب نزيف داخلى وتهتك شديد في الكبد وربما طالت الطعنة او الطعنات أسفل الرئة اليمنى وحينما أستعمل الرومان هذه الطريقة فأن المصلوب يموت حتما قبل غروب الشمس.

الرسمة لفنان إيطالي يوثق صلب القديس اندرو عام 1607 ميلادي حيث ذهب القديس للتبشير في روما لكن الرومان أنكروا عليه أقواله عن آلهتهم فصلبوه فمات بعد يومين من صلبه. 



قلعة وادرين أم قلعة ودران

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن المثل الشعبي "قلعة وادرين" لا يزال محل نقاش وأختلاف بين الباحثين فمنهم من قال أن المثل هو دعاء على الشخص أن يسجن في (قلعة وادرين) ثم أشتد الجدل في تحديد مكان وموقع هذه القلعة فمنهم من قال أن قلعة وادرين تقع في تبوك ، وذهب رأي الدكتور الغبان-نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار-إلى أن (قلعة وادرين) هي قلعة في بلغاريا.
يستدرك العطيات على ذلك كله ويقول أنه أبتداءا لا توجد قلعة في تبوك أسمها (قلعة وادرين) بل هناك قلعة في تبوك أسمها (قلعة تبوك) بنيت في عهد السلطان سليمان القانوني عام 1060 هجرية ولا تزال القلعة قائمة.
ويردف العطيات أنه سمع هذا المثل في صغره ولكن بلفظ مختلف حيث سمعه على النحو التالي "قلعة ودران"
اذا المثل لا يتحدث عن القلعة ذلك البناء الحصين وأنما يتحدث عن لفظ (قلعة) وهي تعني بالعامية "الذهاب بلا عودة" وهو كما يقول العامة "أنقلع ، الله يقلعه ، أنقلع من وجهي"  بمعنى أغرب عن وجهي.
و في صيغة المثل الذي سمعته ورد لفظ المذكر (ودران) و ليس المؤنث (وادرين) . قلت (ودران) هو من (ودر) وهو وصف يطلق على الشخص البغيض والمكروه.
أما ماقاله خبير الآثار الدكتور الغبان في أن (قلعة وادرين)  قلعة بلغارية فأقول أن القلعة البلغارية أسمها Vidin والذي يلفظ على نحو (وِدن) فشتان ما بين لفظ الأسمين. 

كسب أم جسب أم قسب

حصلت بين آل السراح وآل الرشيد وجميعهم من قبيلة شمر العربية خصومة ومنافرة لكن عبيد الرشيد حاكم حائل (أمير الجبل) آنذاك أستطاع القبض على حطاب السراح وأبنه غالب بحيلة 
وفي سجن أبن رشيد في حائل دارت بين الأبن ووالده حوارات ومعاتبات حيث كان من رأي الأبن (غالب) والذي أتخذ من (سقيفة) نخل مكانا له ليرقب قدوم الأعداء وكان رأيه أن يشرع في قتل عبيد الرشيد ومن معه فور وصولهم للسقيفة لكن والده حطاب منعه من ذلك لأن عبيد أنما قدم عليهم كضيف ومن عادة العرب أكرام الضيف وليس قتله فخشي الوالد أن قتلوا عبيد وجماعته أن تقول عنهم العرب ذباحة الضيف فيصير عليهم عارا أبد الدهر  
قال غالب بن حطاب السراح (الشمري) موجها قوله لوالده :
ما طعت شوري يوم انا بالسقيفه
يوم انت تقول اهناك وانا اقول هانا
انا اشهد ان عبيد جانا بحيفه
وانا اشهد انه سلطة من سمانا
اليوم تمر (الكسب) عندي طريفه
من قبل ماناكل مذنـب حلانا
لو البكا ينفـع بكينا مريفه
الغرسة اللي شرّعوا بـه عدانا 


 يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن أحد أبيات هذه القصيدة حصل له تحريف وتصحيف ذهب بمعناه والبيت المقصود هو:
 اليوم تمر (الكسب) عندي طريفه
من قبل ماناكل مذنب حلانا 


وجاء التحريف والتصحيف في لفظة (الكسب) والتي كتبت إيضا في بعض من كتب الأدب الشعبي القديمة والحديثة والمقالات الشعبية والمنتديات النبطية على نحو (الجسب)  
يستدرك الدكتور العطيات ويقول ان صواب اللفظ هو (القسب)
والقسب هو التمر الرديء اليابس يتفتت في الأيدي
ونوى القسب: أصلب النوى. والقسابة : رديء التمر وهناك سلالة من النخيل تسمى (القسبة) تتحمل العطش وتكتفي بأقل القليل من الماء وتكثر الطلع.
والبيت السابق بعد تصحيحه :
اليوم تمر (القسب) عندي طريفه
من قبل ما ناكل (مذانب) حلانا 

يقول العطيات ورد في البيت أعلاه لفظتان فصيحتان هما (القسب) و (المذانب) . والمذانب جمع (مذنبة) وهي التمرة التي نضج ذنبها (أنظر الصورة المرفقة) وقوله (حلانا) نسبة إلى (حلوة) وهي سلالة نخيل ممتازة (حلوة الجوف)

فوائد نبطية:
(مريفة) أسم قديم للأناث وهو إيضا أسم لنخلات آل السراح 

لو البكا ينفـع بكينا (مريفه)
الغرسة اللي شرّعوا به عدانا 

أوي أوي

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن اللفظة المصرية الدارجة (أوي أوي) والتي تأتي في سياق الحديث على نحو (أنا بحبكم ... أوي أوي) وقد كتب غير واحد من أساتذة اللغة في الجامعات المصرية والعلامة المرحوم محمود تيمور أن اللفظة المصرية (أوي أوي) أنما هي من العربية (قوي قوي) حيث يلفظ المصريون القاف الفا.
يستدرك الدكتور العطيات عليهم بقوله أن لفظة (أوي أوي) هي من بقايا اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) وليست من العربية
وترسم باللغة المصرية على الشكل المرفق أعلاه وتلفظ على نحو (أوي أوي) وتعني ....  بالتأكيد