بين إبر تين ...(إبرة الحرس وإبرة التخصصي)

تم النشر بتاريخ 18-10-2016 الساعة 1:12 مساءا
ظهر في الأسبوعين الماضيين في القنوات الفضائية واسعة الأنشار وكتب بعضهم في (تويتر-فيسبوك)  أستشاريون  متخصصون في علاج السكري لدى الصغار والكبار في موضوع يمس شريحة كبيرة من الناس كبارا وصغارا ولقد تحدثوا للقنوات وكتبوا عن نوعين من الحقن (الإبر) (الجديدة) والتي يمكن أستعمالها في مرضى السكري وقدموها على أنها علاجات  (جديدة) و ثورية وناجعة لجميع أنواع داء السكري أوله (النوع الأول _ يصيب الصغار) وثانيه (النوع الثاني_ يصيب الكبار وبعض الأطفال) 

قلت ولقد أدى حديثهم وكتاباتهم الى حدوث فهم سوء شديد لدى هذه الشرائح المتعطشة لكل بارقة أمل لحلول جذرية لهذا الداء المزمن فكثر السؤال عن هذه الحقن (الإبر) السحرية والتي تجعل من مرض السكري شيئا من الماضي فكيف لا وهي إبر قالوا أنها تعطى فقط 3 مرات في الأسبوع وحتى مرتان في الأسبوع ، بل أن البعض قال أنها تعطى مرة كل أسبوع!!!!!.

وعلي كأستشاري متخصص في ذات المجال (أمراض السكري)  أن أبين الحقيقة للناس


وقبل أن استدرك (أي تصحيح ماقيل ووضعه في السياق العلمي الصحيح)  سآخذكم برحلة في علم وظائف الأعضاء (فسيولوجيا) وهي مبسطة وقصيرة وفيها شيء من التاريخ لكي نفهم الموضوع بشكل جيد.


الإبرة الأولى  (إبرة التخصصي) :
أقول وبالله التوفيق أنه و قبل نحو 30 عاما كان الترسب النشواني (Amyloid) من أبرز المظاهر النسيجية لمرض السكري من النوع الثاني فهو يترسب في الجزر البنكرياسية وأماكن أخرى  وفي 1985 تبين أن هناك مادة نشوانية أخرى  هي الأملين وهي أيضا من المواد المترسبة داخل جزر البنكرياس وبينت الأبحاث التالية أن (الأملين) أنما هو في حقيقة الأمر  منتج طبيعي تنتجه نفس الخلايا من نفس التي تنتج الأنسولين أي خلايا البيتا . بل أن الأبحاث التي أجريت في منتصف التسعينيات الميلادية تؤكد أن الأملين يفرز في نفس الحويصلات التي تحتوي على هرمون الأنسولين. إذا الأملين مفرز طبيعي لكن هذه المفرز أصابه نوع من (سوء التثني) (misfolding) والذي يؤدي بدوره الى أن الأملين (المعطوب) ولايؤدي المرجو منه في ضبط وكبح جماح ارتفاع سكر الدم والذي يلي تناول الوجبة بعد 1-2 ساعة بل ويصبح إيضا قابلا للترسب في الجزر البنكرياسية وبالتالي يؤدي ترسبه إلى دمار و هلاك الخلايا المنتجة للأنسولين .
ومن المعروف أن (الأملين) في الأنسان السليم له وظائف عدة أهمها أنه يقلل من أفراز هرمون الجلوكاجون (هرمون يرفع سكر الدم) والذي يحدث بعد حوالي 1-2 ساعة من تناول الطعام وآلية ذلك التحكم غير معروفة حتى الآن . و(الأملين) إيضا يبطئ من زمن أفراغ المعدة عن طريق التأثير من خلال العصب الحائر والذي يغذي المعدة والاثنى عشر فهو بذلك يبطيء بذلك من سرعة  دخول السكر إلى الدورة الدموية ويجعل أمتصاص السكر من المعدة بطيء وسلس


وقبل نحو 15 عاما تم تصنيع ناهض (agonist) دوائي للأملين  والناهض الدوائي هو pramlintide والذي توفر حينها تحت ماركة تجارية بأسم سيملين (Symlin) للحقن تحت الجلد
حيث يعطى السيملين في نفس وقت أعطاء الأنسولين. 

وكما بينت سابقا هذا الدواء ليس جديدا على الساحة و لقد تم تجريبه خلال 10 سنوات الماضية على الكبار ممن لديهم سكري النوع الثاني والنتائج كانت متضاربة معظمها يرجح فائدته المضافة. وهناك أبحاث قليلة تنصح بأستعماله عند الأطفال والمراهقين البدناء مما يعانون من النوع الثاني من داء السكري كدواء (أضافي) وليس كدواء بديل أي أنه يعطى مع جرعات الأنسولين بمعدل 3 جرعات يوميا (لا يخلط الأثنان وأنما يعطى كل واحد على حدة)

الإبرة الثانية (إبرة الحرس) :
يعتبر إنسولين (ديجلوديك) من أنواع الانسولين طويلة المدى وقد يصل مدى فعله في الجسم حوالي 48 ساعة. وهو أنسولين قامت بتطويره شركة (نوفو نورديسك) ويتم تسويقه حاليا تحت الاسم التجاري تريسيبا Tresiba
وهناك مرونة عالية في كيفية أعطاء التريسيبا ممكن مرتان يوميا  وصولا الى 3 مرات في الأسبوع.
أن الدراسات التي تمت على عينات من المرضى الكبار بينت أن (الترسيبا) مفيد وخصوصا لآولئك المرضى ممن لا يحتاجون لجرعات أنسولين عالية وبشكل يومي . وبينت الشركة في تقرير سلامة (التريسيبا) أنه لا ينصح بأستعماله في الأطفال أو هم دون سن 18 سنة وعزت السبب أنها تفتقر إلى معلومات السلامة والكفاءة لهذا الدواء في تلك الشريحة وعليه فلم تسمح الشركة في أستعماله في هذه الفئة العمرية (أنظر الفقرة المرفقة) لكن قرارها هذا قد يتغير بعد سنوات من التجارب على المراهقين والأطفال.





 

وعليه فأن الأبرتان والتي أحدثتا ضجة أعلامية كبيرة وأصبحتا حديث الناس في مواقع التواصل الأجتماعي ومجالسهم ليستا دواءا وحيدا قائما بذاته وأنما هي حقن (أضافية) كما أنه لا ينصح بأستعمالها -في الوقت الحاضر- لفئة المراهقين والأطفال.


وختاما أتمنى من زملائي المتخصصين توخي الأمانة العلمية وعدم أطلاق فرقعات أعلامية  قد يكون دافعها تحقيق سبق وشهرة للذات أو المنشأة الطبية وهي لا تقوم على أساس علمي بل أنها تتسبب في أحداث تشويش لا مبرر له بين مرضى السكري وبين أطبائهم    


تغريق القوابل-كيف كانت العرب تقتل أطفالها

يأتي أسم (طفل) في اللغة العربية من أصل جذر ثلاثي هو (طفل) ويعني الصغير من كل شيء وله معان أخرى وهو أسم عام إلى أن يبلغ.
وكان الكثير من بطون العرب في جاهليتهم لايقيمون لأطفالهم أي قيمة أو أهتمام حتى قال أحدهم (أرحام تدفعهم وأرض تبلعهم) وكان كثير منهم وخصوصا وقت الجدب والمسغبة  يتخلصون من أطفالهم (ذكورا وأناثا)  لحظة ولادتهم وذلك بأن يوعز لقابلة (مدربة) أن (تغرّق) المولود بالماء (السلا) الذي يخرج معه بأن يقول لها  "غرقّيه ، غرقّيه"   فتعمد القابلة (المدربة) وعند لحظة خروج رأس الوليد من رحم أمه بوضع أبهامها وسبابتها في أعلى عنقه والضغط بكل قوة حتى لا يكاد يسمع له صوت وتستمر في ذلك حتى يسوّد وجهه ويرتخي في يدها وتنتظر نحو من ساعة  بعدها  تدفع بجسد المولود الميت لوالده ليدفنه في حفرة أعدّها قرب الخباء بينما تستأنف القابلة العناية بالأم الوالدة ، وحتى أذا سأله الناس من قابل ما ذا وضعت زوجته يقول لمن سأله لقد وضعت مولودا لكنه غرق في يد القابله أي غرق بماء (السلا) الذي خرج معه وفي قوله هذا تهوين شديد لقتل متعمد.
الله عز وجل يصف ذلك الفعل الشنيع بأنه في الحقيقة (قتل) مع سبق الأستعداد يقول تعالى في كتابه الكريم في سورة الأسراء آية رقم 31  {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق} والأملاق هو الفقر المدقع.
ويورد الدكتور محسن العطيّات شاهدا شعريا نادرا يثبت هذه العادة العربية (الجاهلية) المقيتة الا وهو قول الأعشى في قيس بن مسعود : 
أطورين في عام غزاة ورحلة ... ألا ليت قيسا (غرقته القوابل).

أبتسامة الأموات

منذ فترة وانا أقرأ وأشاهد في مواقع التواصل الأجتماعي عن صور يتم تداولها وفيها يظهر الميت (مبتسما) ويرافق الصورة تعليق من قبيل : يبتسم لما يراه من الجنة ونعيمها وما فيها من حور عين أو أن ذلك علامة على حسن الخاتمة
يستدرك الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي على الوصف ويقول أن الميت سواء كان مسلما أو غير مسلم يمر في مرحلة توتر عضلي. 
والتوتر (الشد) العضلي أنما يحدث في الساعات الأولى كتقبض الراحتين والأجفان ومعها (الشفاه) وهي بيت القصيد في هذا الأستدراك .
قلت أن التوتر الذي يصيب (شفاه) الميت أطلقت عليه تجاوزا "أبتسامة الأموات" لان من يراه يعتقد أنه يبتسم في حين أن الأبتسامه مردها وسببها توتر شديد في العضلة التي تشد (العضلة القابضة) للفم والتي تحيط بالفم أحاطة السوار بالمعصم. ولقد أستفاد الطب الشرعي كثيرا من هذه الخاصية عن طريق أستعمال جهاز بسيط يقيس درجة توتر العضلة وبالتالي معرفة الوقت التقريبي للوفاة وتشير أبحاث أن هذه الطريقة هي الأفضل على الأطلاق.
الصور المرفقة هي من مركز أبحاث للطب الشرعي في أمريكا.



صوديوم و بوتاسيم

يعتبر الصوديوم (Na) و البوتاسيوم (K) من العناصر المهمة .
وهناك أختلاف واضح ما بين الملفوظ والمكتوب  فنقول (صوديوم)  ولكننا نكتب (Na)  ونفس الحال في البوتاسيوم وكتابته (K) ولقد جرت تسمية العناصر في الجدول الدوري على أضافة اللاحقة (ium) (ـيوم) لكل عنصر.

1.الصوديوم (Na) :
الصوديوم (Na) من عناصر الجدول الدوري  ولقد عرفه الأنسان منذ أقدم العصور متحدا مع عنصر آخر هو الكلور ليكونا الملح (NaCl) يقول العطيات أنه وفي أثناء النقاش العلمي على أختيار أسم لعنصر الصوديوم كان لزاما أن يحمل هذا العنصر أسمان أحدهما أسم شائع الا وهو (صوديوم) والآخر علمي (Natrium)  .
أما الأسم الشائع (الصوديوم) فهو من أصل الكلمة العربية (صُداع) والتي أنتقلت مع الطب العربي-الأسباني وترجمت الى اللغة اللأتنية على نحو ( Sodaa) والمعروف أن العرب كانوا يعالجون المصدوع بالسعوط والذي يكون من مكوناته الرئيسية الملح لقوته الجاذبة.
أما الأسم العلمي Natrium فهو نسبة الى منطقة (نطرون) (Natron) وهي من المناطق المعروفة في مصر ولاتزال تحمل نفس الأسم حتى عصرنا الحاضر وكانت منطقة (نطرون)  يتوفر فيها أفضل أنواع الملح والذي أستعمله الفراعنة وبشكل كثيف في تحنيط ملوكهم.
 2.بوتاسيوم (K) 
البوتاسيوم (K)  هو أيضا من عناصر الجدول الدوري وعرفه الأنسان منذ أقدم العصور فهو عنصر ينتج من حرق أوراق الشجر كما ينتج أيضا من قليها. وفي أثناء النقاش العلمي على أختيار أسم لعنصر البوتاسيوم كان لزاما أيضا أن يحمل العنصر أسمان شائع وعلمي. فأما الأسم الشائع للعنصر وهو (بوتاسيوم) فأختير من اللغة الأنجليزية القديمة (Potash) أي رماد القِدر وأما الأسم العلمي فأختير له الأسم العربي وهو (قالي) (Kali) من القلي وكتب أسم العنصر بعد أضافة اللاحقة (ium)على نحو Kalium

حقيقة (ويسي)

أسمع  أحيانا لفظة دارجة على نحو (ويسي) تقال في معرض الكلام  عن المحبة والأستلطاف أسمعها تحديدا ممن ترجع أصولهم  إلى قبيلة (طيء) العربية.
وقبل الاستدراك (التصحيح) أريد أن أنقل (حرفيا) ماذكره علماء اللغة العربية وأئمتها رحمهم الله في معنى كلمة (ويس) في كتبهم.
** قال الخليل بن احمد الفراهيدي البصري (المتوفى: 170هـ)  في معجمه (العين) : ويس  كلمة في موضع رأفة واستملاح، كقولك للصّبيّ:  وَيْسَه ما أملحه. 
** وقال محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أبو منصور (المتوفى: 370هـ) في كتابه (تهذيب اللغة)   عن شيخه قال الليث: ويس : كلمة في موضع رأفة واستملاح؛ كقولك للصبي: ويسه ما أملحه 
** وقال ابو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده (المتوفى: 458هـ)  صاحب كتاب (المحكم والمحيط الأعظم) ويس كلمة في موضع رأفة واستملاح
 ** وقال محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل (المتوفى: 711هـ) صاحب معجم (لسان العرب) ويس: كلمة في موضع رأفة واستملاح كقولك للصبي: ويسه ما أملحه
** وقال مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (المتوفى: 817هـ)  في قاموسه (القاموس المحيط) ويس: كلمة تستعمل في موضع رأفة واستملاح للصبي.

**  وقال محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الزَّبيدي (المتوفى: 1205هـ) ويس: كلمة تستعمل في موضع رأفة واستملاح للصبي، تقول له:! ويسه، ما أملحه.
.................

والصواب في غير ما ذهب اليه علماء اللغة العربية الأجلاء رحمهم الله و استدرك عليهم (مصححا) وأقول أن (ويسي)  هي من (ويس) وهو أله سماوي كانت تعبده قبيلة (طيء) التي أستطونت جبال آجا وسلمى (أهل الجبل) (تسمى حائل اليوم)  وكانوا يدعونه ويذكرونه اثناء النوائب والحروب ليهبهم العون والنصر
وأورد لكم الشاهد الشعري على حقيقة ما أقول وهو بيت شعر قاله شايع الامسح الرمالي الشمري، في قصيدة تعود الى ما يزيد عن 300 سنة ذكر فيها نسب قبيلته (شمّر)  وكيف قِدم أسلافهم قبيلة (طيء) إلى الجبل من اليمن وجاء في آخر قصيدته على ذكر ربهم المعبود (ويس) طبعا قبل دخولهم الأسلام حيث قال :
قال ابــــــن مرداس فتى الجود "شايع" .... أشوم كما حر المَرَاقب شام
أشوم عــــــن السفلى وأنــــــــزل بالعلا .... وأنا بالعلا من سابق وقدَام
أنا من هل "الجبلين" من روس "شمر" .... عن الوَدِي عاصي ما علي حَكَام

الى أن قال وهو الشاهد الشعري :
يدعون "ويس" كل ما صار نايبة .... سبحان من نورَه يصير ظلام
حتى بعث بالحق مـن بيّن الهدى ... بدّل ضلالة  "ويس" بالإسلام 

وعليه فأن كلمة (ويسي) حتما مأخوذه من (ويس)  وعليه وجب الاستدراك والتنويه .  

هل كلمات مثل ... الصمد ، أحد ، جهنم ، عدن ، أب ، راغ وهي كلمات وردت في بعض آيات القرآن الكريم هي كلمات آرامية (سريانية) كما يزعمون؟

ردود أخرى على مزاعم لؤي شريف  الذي يقول بآرامية القرآن الكريم أولا نستمع لما قال في تجميعة اللقطات (سنابات) ثم نقرأ الرّد 
 الرابط على قناة محسن العطيات على اليوتيوب بجودة علية
 https://www.youtube.com/watch?v=Tlyhg1WYPY4
---------------------------
والتالي نفس المقاطع لكن في جزئين لنستمع للمقطع الأول
 


---------------------------

* الصمد
الكلمة وردت في سورة  الأخلاص  (قل هو الله أحد الله الصمد ....الآية)
يقول لؤي شريف أن الصمد كلمة آرامية تعني  الطريق.

أقول أن الصمد ليس كما زعم لؤي شريف بأنها الطريق  وأنما الصمد هو  سيّد القوم الذي  يُصمد إِليه (أي يُقصد) في  قضاء الحوائج  وكان هذا الوصف معروفا عند العرب  حتى قبل نزول القرآن فكانت العرب تطلق هذا الوصف على كبار ساداتها من ذوي المجد والسؤدد فيقولون أنه (سيد صمد)
ومن أشهر من سمته العرب بهذا الوصف خالد بن
المفضل وكان من سادات بني اسد وكان لقبه (السيد الصمد) وكان خالدا وأسدي آخر هو ايضا من ساداتها الا وهو عمرو بن مسعود نديمان للمنذر ملك الحيرة وذات ليلة أخذت الخمر برأس المنذر  فأمر بقتلهما ولما افاق من سكرته ندم ندما شديدا على ما فعل ،  قال الشاعر في ذلك

الا بكّر الناعي بخيري بني أسد  
                 بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد
والناعي هو من ينقل ويبث خبر الموت   فبنى المنذر على قبريهما (الغريان) وجعل من اليوم الذي قتلهما فيه يوما سنويا لبؤسه لا يرى فيه أحدا من الناس الا قتله _حتى لو كان اقرب الناس اليه_ وغرى بدمه (الغريان) وسميا بذلك لأنه كان يغري قبريهما بدم من يظهر عليه في يؤم بؤسه وأول من غرّي بدمه عبيد بن الأبرص (تبرص جلده بسبب طول عمره فسموه أبرصا). وعليه فالله عز وجل في حياة المسلم هو الصمد الذي يصمده (يقصده) المسلم لقضاء حوائجه
 --------------------
* أحد 
يقول لؤي شريف في مغالطة أخرى ان كلمة (أحد) في سورة الأخلاص في قوله تعالى  (قل هو الله أحد الله الصمد) ليست عربية وانها من الآرامية؟
العرب تقول (الأَحد) وهو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر، الأَحد إيضا بمعنى الواحد وهو أَوَّل العدد، تقول أَحد واثنان  وأَحد عشر  وفي العبرية نجد كلمة אֶחָד (أخاد) وتعنى واحد كما نجد إيضا  שְׁלוֹשָׁה (شلوشه) أي ثلاثة و שֵׁשׁ (شيش) أي ستة ولفظ الأعداد العبرية هي من المشترك اللغوي. وعليه لا يستقيم قراءة الآية الكريمة على حسب مايزعمه لؤي  شريف لأن الصمد ليس الطريق كما زعم وأنما  يعنى الصمد من يصمده (يقصده) الناس لقضاء حوائجهم  والواحد لأنه الوحيد الذي يعبده المسملون لا يشركون  به احدا
---------------
* جهنم

يقول لؤي شريف أن كلمة (جهنّم) ليست عربية وأنما عبرية و تعني أسم الوادي الذي كان يعذب فيه سليمان مردة الجن.
واستدرك بالقول أن (جهنّم)  كانت العرب تطلقه في الأصل على البئر بعيدة القعر وبه سميت جهنم به لبعد قعهرها أعاذنا الله واياكم ، جهنام (بكسر الجيم والتشديد)  من أسماء البئر
وقال أمية بن أبي الصلت وهو شاعر جاهلي 
فلا تدنو (جهنم) من بريء ... ولا عدن يطالعها أثيم

----------------------
* عدن
يقول لؤي شريف أن كلمة عدن الواردة في قوله تعالى  (
جنات عدن تجري من تحتها الأنهار) كلمة ىرامية تعني (بستان)
 أستدرك واقول أن كلمة (عدن) في اللغة العربية تأتي بمعنى أقام  وسكن وهي مشتقة من (العدن) وهو أن تبقى الإبل في مكان تألفه فلا تبرحه  ومنه (المعدن) وهو المكان الذي يقيم فيه الناس لا يبرحونه لا صيفا ولا شتاء.
 ومنه أسم (عدن) لمنطقة معروفة في اليمن  عدن فيها (أي اقامت فيها) جماعة من قبيلة حِميّر  اليمنية فسميت عدن حِميّر. وعليه فأن المقصود من كلمة (عدن) في الآية الكريمة  (جنات عدن تجري من تحتها الأنهار) أي جنات (أقامة) تجري من تحتها الأنهار نسأل الله أن يجعلها لنا ولكم دار القرار
----------------------------------

* أب
يقول لؤي شريف أن كلمة أب في قوله تعالى وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم هي كلمة آرامية وتعني ..... الثمرة الناضجة
استدرك واقول أن (الأب) هو  الكلأ  (العشب) الذي تعتلفه الماشيةُ وسمي بذلك لأنه (يؤب) إليه أي ينتجع إليه وهو الذي قال فيه الشاعر الجاهلي:
جذمنا قيس ونجد دارنا ... لنا (الأب) به والمكرع
أي لنا في نجد الكلأ والماء
  وقوله جذمنا : أي قطعنا ومنه الجذام مرض يقطع الأطراف ، المكرع :  الماء الصالح للشرب
 اذا يستقيم فهم الآية (وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم)  بأن الله عز وجل  جعل الفاكهة متاعا للأنام (البشر) وجعل (الأب)  أي العشب متاعا للأنعام (الحيوانات)
--------------------------
* راغ
يقول لؤي شريف أن كلمة (راغ) في قوله تعالى {فراغ عليهم ضربا باليمين} بمعنى قصدهم . أقول أن كلمة (راغ) في العربية لها معنى دقيق وخاص يقول العرب راغ  إلى كذا :  أَي أنحرف وأقبل عليه سرّاً وخفية ووردت كلمة (راغ) في آيتين كريمتين
في قوله تعالى : فراغ إلى أَهله فجاء بعجل سمين،
وقوله تعالى : فراغ عليهم ضرباً باليمينِ
وتعتبر السّرية شرطا لأستعمال كلمة (راغ) ، فلا يقولون مثلا راغ الحاج من مكة
فالرواغ أذا يطلق على كلُّ  انحراف او اقبال في استخفاء  والعرب تقول اروغ من ثعلب ، قال طرفة بن العبد لعمرو  بن هند (شاعر جاهلي) يلوم أصحابه في خذلانهم إياه:
كل خليل في كنت خاللته ... لا ترك الله له واضــحه
كـــــلهم أروغ مـــــن ثعلب ... ما أشبه الليلة بالبارحه
 وفلان يُراوغ في الأَمر مراوغة، وتراوغ القوم أَي راوغ
بعضهم بعضاً. والرَّواغ : الثعلب ، وراغ بمعنى زاغ إيضا  
فالمقصود بكلمة (راغ) في قوله تعالى
{فراغ عليهم ضربا باليمين} [الصافات: 93] أي مال عليهم سرّا وخفية، اذا فكلمة (راغ) هي كلمة عربية أصيلة لاشبهة فيها 

--------------
خاتمة
للأسف الشديد لؤي شريف يسير على ما سار عليه
النصارى واليهود  ومن شاكلهم الذين يقولون_زورا وبهتانا_ أن القرآن نص آرامي (سرياني)  فأخذ يردد أقوالهم وهي أقوال لا تقوم على أي دليل . 

حقيقة أنا صدمت من عدة أمور في لؤي شريف فهو يخلط كثيرا بين الآرامية والعبرية ويعتبرهما كأنهما لغة واحدة وهذا من أعجب الأشياء ، ثانيا يجهل لؤي الكثير في لغة العرب ولا يكلف نفسه في تطوير نفسه فيها بل لا أجده الا مهرولا  خلف اللغة الآرامية وهي لغة كما قلت سابقا أنها لغة (ماتت) حوالي 500 عاما قبل نزول القرآن.
للأسف هناك فكرة راسخة في ذهن لؤي شريف
وفي أذهان من يطعنون في ثوابت الأسلام الاوهي القول بأن القرآن  آرامي (سرياني) وكتب بخط آرامي وهذا الزعم لايقوم على أي دليل بل اوهام واكاذيب يستطيع هدمها كل من كان لديه المام بسيط في مباني اللغات . اللغة العربية مكونة من 26 حرفا بينما الآرامية مكونة  فقط من 22 حرفا ، اذا هناك 6 حروف في العربية  لانجدها في الآرامية وهي حروف أساسية في تكوين الكلمة العربية ولا يمكن الأستعاضة عنها بأي حال وهي (ث) ، (خ) ، (ذ) ، (ض) ، (ظ) ، (غ)  فكم كلمة عربية تتكون من واحد من هذه الحروف اوليست العربية لغة الضاد فهو حرف لا نكاد نجده الا في اللغة العربية.

اضربوهن




أولا يرجى الأستماع للفيديو المرفق بجزئيه :
* الجزء الأول وهو الفهم (الشرعي) لكلمة (اضربوهن)
* الجزء الثاني وهو ما زعمه الأخ (لؤي شريف) أن كلمة (اضربوهن) في الآية الكريمة كلمة غيرعربية بل هي عبرية-آرامية على حسب زعمه وهو الجزء الذي يتم الاستدرك عليه (أي تصحيحه) في هذه التدوينة 

(تم أختصار بعض المقاطع المرسلة وتم دمجها وحذف التكرار منها لتكون في الحد المسموح برفعه في المدونة وهو 100 ميقا لذلك وجب التنويه فحجم المقطع المدمج الذي تشاهده هو 96 ميقا)

**********
بعث لي بعض قراء المدونة  الكرام مجموعة من المقاطع (ملتقطات قصيرة) يتحدث فيها البعض عن التفسير (الشرعي) لكلمة (اضربوهن) والتي وردت في معرض قوله تعالى الآية 34 النساء (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله * واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن  فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا) وأنها أي (اضربوهن) أتت بمعنى الضرب المعروف كنوع من التأديب الجسدي لمن خيف نشوزها والناشز هي من (نشز) وهي أن تتعالى الزوجة على زوجها وتسيء عشرته وتعامله بسوء أدب وطوية.
ومقطع آخر  وهو للأخ (لؤي شريف) يقول فيه أن كلمة (اضربوهن) الواردة في معرض الآية الكريمة السابقة ليست عربية وأنها من كلمة (ادرباه) وهي كلمة عبرية من أصل آرامي (سورياني) وأنها لا تعني الضرب (المعروف) وأنما تعني (على النقيض) أي (أفعلوا عكس ما ذكر) وشرح وقال أي أفعلوا عكس النشوز وهو السعي في الأصلاح.

وللتوضيح فقد ارفقت باستدراكي الرسمة أدناه وهي للكلمة (ادربا) محل النقاش كما ترد في الآرامية (السريانية-السورية) الشرقية والا فهي ترد على نحو لفظ (ادربو) في الآرامية الغربية .

وعليه أستدرك على ما زعمه الأخ (لؤي) فأقول أن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة في العالم التي يأتي فيها حرف (ض) حتى سميت بلغة (الضاد) وعليه فليس في اللغة الآرامية (السريانية) ولا في اللغة العبرية حرف (ض) و لا حتى (ظ)
 ولأثبات أن الحروف العربية ليست من الآرامية (أقرأ هذه التدوينة على الربط أدناه : هل حروف اللغة العربية من اللغة الآرامية (السريانية)

وهناك أصول يتبعها أهل اللغة في معرفة الأصيل من الدخيل ومنها أعادة الكلمة مدار النقاش الى جذرها الثلاثي ثم النظر في حروف الجذر وهل هي حروف من أصل اللغة أم لا وعليه فكلمة النقاش هي (اضربوهن) وهي من الجذر الثلاثي (ضرب) وجميع حروفها عربية بل أن فيها حرفا وهو حرف (ض) وهو حرف يدل وبنسبة 100% أن الكلمة عربية الأصل ولا مجال حتى لواحد من المليون أن تكون (اضربوهن) عبرية فضلا ان تكون آرامية ويبدو لي أن الأخ (لؤي) استشكل عليه تقارب اللفظ بين كلمة (ادربا) العبرية - الآرامية و (أضربوهن) العربية وهي من فعل (ضرب) كما أستشكل على الكثيرين من قبله ومنذ مئات السنين كلمة (
מַחְמָד) العبرية والتي وردت في التوراة والتي تلفظ على نحو (مخمد) فقال أن أسم نبينا وردت في التوراة في حين أن المعنى الحقيقي للكلمة (لطيف ، وديع) وتطلق هذه الصفة على الأنسان وعلى الحيوان على حد سواء ويلاحظ أنه في العبرية  يلفظ حرف الحاء خاءا .أو كالذي وجد نصا عربيا مكتوب على نحو (أنه قول سديد) فقال أن (قول) أنما هي من الأنجليزية (Goal) والتي تتطابق لفضيا مع كلمة (قول) العربية فيصل الى أستنتاج لغوي خاطيء بالقول أن المراد من النص هو (أنه هدف سديد) وشتان بين الحقيقة والوهم  وهي أوهام وتفسيرات لا يقبلها العقل ولقد وقع الأخ (لؤي) -وللأسف - في الكثير من الوهم في تفسيراته اللغوية الخاطئة وخصوصا لبعض الكلمات القرآنية لأنه (لؤي) ممن يعتقد بآرامية (سريانية) لـ (بعض) الفاظ القرآن وهو أمر الف فيه المستشرقون كتبا كثيرة لعل أشهرها كتاب القراءة السريانية-الآرامية للقرآن وللأسف فأن الأخ لؤي وغيره أنما يسيرون كما أسلفت خلف أوهام المستشرقين وأقوالهم ويكررون وينشرون ما كتبوه وافتروه وينشرون سموهم بدون فهم وتروي فليس من تعلم حروف لغة ماء بقادر على سبر أغوارها.  
أعود فأقول أن كلمة (اضربوهن) أنما هي مأخوذة من الجذر الثلاثي العربي (ضرب) فهي بالمطلق ليست لا من السريانية ولا من العبرية لأن العبرية والأرامية ليس فيهما حرفي (ض) و(ظ)  

أعلم أن للجذر العربي الأصيل (ضرب) معان كثريرة فاقت 50 معنى من المعاني المتقاربة والمتباعدة  لعل أشهرها مقولة العرب الخالدة وهي في الضرب (ضرب زيدٌ عمرا) وهو بخلاف الكلمة (ادربا) الآرامية-العبرية (أنظر الرسم المرفق للتوضيح)

كلمة (אדרבּא)(ادربا) العبرية-الآرامية من معانيها
1- على النقيض ، على العكس تماما
2- فكرة حسنة
3- في حقيقة الأمر
4- وأنه لكذلك  

الآن سآخذك في رحلة قصيرة لننظر في جملة من معاني (ضرب) العربية  ومشتقاتها وعلى العلم لم أوردها جميعا لأن بيان جميع معانيها أمر يطول به المقام :     
ضرب : الضرب معروف، والضرب مصدر ضربته؛ وضربه يضربه
و قال ذو الرمّة يصف كسرة من خُبز الـمَلَّة :
ومضروبة في غير ذنب بريئة ...
                          كسرت لأصحابي على عجل كسرا
والمعروف أن خبز الـمَلَّة أنما يصنع من عجين ثم يُمّل (أي يُدّس) في الرماد الحار ثم يوضع عليه شيء من الجمر حتى أذا نضج يضرب بعصى أو نحوه ليزال ما علق به من رماد وتراب ثم يكسر الى قطع تسمى كسرة ثم يوزع ليؤكل
و(الضرب) أيضا هو الذِكر وهو أيراد الأَمْثال لأخذ العبرة والأعتبار قال تعالى (واضرب لهم مثلا أَصحاب القرية)
و(الضرب) أيضا الرجل الممشوق قليل اللحم
قال طرفة بن العبد :
أَنا الرجل الضرب، الذي تعرفونه ... خشاش كرأس الـحيّة الـمتوقد و(الضرب) أيضا الصنف أو النوع من الأشياء. يقال: هذا من ضرب ذاك أي من نحوه وصنفه ونوعه والجمع (ضروب)
أَراك من الضّرب الذي يجمع الـهوَى...وحولك نسوان لـهن ضروب
وقول آخر :
وضرب نساءٍ لو رآهنّ ضارب ... له ظُلَّة في قُلَّة، ظل رانيا
 و(الضرب) أيضا أقبال الليلُ وأنتشار ظلامه فهو ليل (ضارب)  
سرى مثل نبض العرق والليلُ ضارب ... بأرواقه، والصبح قد كادَ يسطع
وقال آخر:
 ورابعتني تحت ليل ضارب ... بساعد فعم وكف خاضب
والمرابعة هي أن يمسك الواحد بمعصم الآخر ثم يجعل العِدْل بينهما ثم يرفع كل واحد منهما طرف العِدْل الذي يليه ليرفعاه على ظهر الجمل  
 و (الضرب) أيضا هو المنع والحبس
قال تعالى في سورة الكهف (فضربنا على اذانهم فى الكهف سنين عددا) أي منعنا وحبسنا أذانهم من سماع الصوت فأستمروا في سباتهم لأنه من المعروف علميا أن كل حواس الأنسان تتوقف عند السبات (النوم) ماعدا حاسة السمع.
و(الضرب) أيضا هو التباعد.
فإن تضرب الأيام يا ميّ بيننا .... فلا ناشر سرّاً ولا مُتغيّرُ
و (الضرب) أيضا هو أتيان الخلاء لقضاء الحاجة كما ورد في حديث الـمُغِيرة: أن النبي، صلى اللّه عليه وسلم ، انطلق حتى توارى عني، فضرب الخلاء ثم جاء.
و(الضرب) سك النقود وطبعها
و(الضرب) السير أو السفر في الأَرض للتجارة أو الغزو أو نحوه  قال تعالى (وإذا ضربتم في الأَرض) أَي سافرتم وفي قوله تعالى (وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه)  وفي قوله تعالى (لا يستطيعون ضرباً في الأرض)  
و(الضرب) أيضا أقراض المال وضارَبه في المال من الـمُضاربة: وهي القِراضُ. والـمُضارَبة: أَن تعطي إنساناً من مالك ما يتّجر فيه على أن يكون الربح بينكما، أَو يكون له سهم معلوم من الربح. وكأنه مأخوذ من الضرب في الأَرض لطلب الرزق
و(الضرب) أيضا بمعنى الكسب و (الأضطراب) الكسب والنوال، يقال : فلان يضرب الـمجد أي يكسـبه فهو (مُضطرب) ويطلبه
قال الشاعر
رحب الفناء ، اضطراب الـمجد رغبته ... والـمجد أنفعُ مضروب لـمُضطرب  
و(الضرب) الإِسراع في السّير وخصوصا الإبل لانها (تضرب) لحثها على السير . وفي الحديث الشريف (لا تُضرب أكباد الإبل إلا إِلى ثلاثة مساجد)
و(الضرب) أيضا الأقامة ومنه قولهم (مضارب) القوم أي أماكن أقامتهم
 و(الضرب) أيضا الأمساك والكفّ ومنه قول العرب (وضرب على يده) :أي كفّهُ ومنعه عن الشيءِ و(ضرب على يد فلان) إِذا حَجر عليه ومنه أيضا قولهم (ضَرَبْتُ فلاناً عن فلان) أَي كففته عنه ومنه (الأضراب) وهو كفّ و أمتناع بعض الناس عن أداء أعمالهم فجمعهم (مضربون) و مفردهم (مضرب) ومنها (مضرب عن الطعام) أي اذا كفّ وأمتنع عن الأكل
أصبحت عن طلب الـمعـيشة مُضرباً ... لما وثقت بأن مالك مالي
و(الضرب) أيضا أن يعدِل الأنسان (أي ينصرف) عن وجهته ويُغيّرها لوجهة أخرى لأَن راكب الجمل أذا أراد أن يصرفه عن جهته، ضربه بعصاه، ليعدِله عن الجهة التي يُريدها
و(الضرب) أيضا أي الأعراض والترك والأهمال
 قال تعالى (أفنضْرب عنكم الذّكر صفحاً) أَي نُهْمِلكم، فلا نُعَرِّفُكم ما يَجب عليكم معرفته من الذكر وهو القرآن الكريم  ولا نَدْعُوكم إِلى الإِيمان به صَفْحاً أَي مُعْرِضين عنكم

وعليه فأن كلمة (اضربوهن) الواردة في الآية الكريمة لا تخرج عن 3 أحتمالات  :
1-(اضربوهن) من (الضرب) المعروف لأن هناك تدرج  واضح في الآية الكريمة من عظة ثم هجر ثم ضرب
2-(اضربوهن) من (الضرب) بمعنى الحجر والمنع  وهو ما يسمى اليوم بمفهوم (الأقامة الجبرية) وفيها يُفرض على الأنسان البقاء في بيته ولا يغادره الا لقضاء حاجة ملحة له والأقامة الجبرية فيها ما فيها من معان تقييد الحركة والخروج والتحرك
3- (اضربوهن) من (الضرب) بمعنى الأعراض والترك والأهمال ولا شك في أن (أهمال) الزوجة الناشز والأعراض عنها فيه ما فيه من العقوبة (النفسية) لها فلعل ذلك الأهمال والأعراض (المتعمد) من لدن الزوج يدفع بها الى مراجعة نفسها وطاعة زوجها.
ويرجح الدكتور العطيات المعنى رقم-2 لكلمة (اضربوهن) أي أجعلوهن في (الأقامة الجبرية) في بيوتهن فلا يغادرنها للتسوق أو النزهة لأن ذلك ربما دفع الزوجة الناشز الى طاعة زوجها ومن ثم عودة الحياة الزوجية الى طبيعتها وهي خطوة منطقية فحينما يفشل (الوعظ) والنصح وحينما يفشل (الهجر) تأتي هذه الخطوة وهي فرض (الأقامة الجبرية) كحّل آخير …. والله أعلم