هل كلمات مثل ... الصمد ، أحد ، جهنم ، عدن ، أب ، راغ وهي كلمات وردت في بعض آيات القرآن الكريم هي كلمات آرامية (سريانية) كما يزعمون؟

ردود أخرى على مزاعم لؤي شريف  الذي يقول بآرامية القرآن الكريم أولا نستمع لما قال في تجميعة اللقطات (سنابات) ثم نقرأ الرّد 
 الرابط على قناة محسن العطيات على اليوتيوب بجودة علية
 https://www.youtube.com/watch?v=Tlyhg1WYPY4
---------------------------
والتالي نفس المقاطع لكن في جزئين لنستمع للمقطع الأول
 


---------------------------

* الصمد
الكلمة وردت في سورة  الأخلاص  (قل هو الله أحد الله الصمد ....الآية)
يقول لؤي شريف أن الصمد كلمة آرامية تعني  الطريق.

أقول أن الصمد ليس كما زعم لؤي شريف بأنها الطريق  وأنما الصمد هو  سيّد القوم الذي  يُصمد إِليه (أي يُقصد) في  قضاء الحوائج  وكان هذا الوصف معروفا عند العرب  حتى قبل نزول القرآن فكانت العرب تطلق هذا الوصف على كبار ساداتها من ذوي المجد والسؤدد فيقولون أنه (سيد صمد)
ومن أشهر من سمته العرب بهذا الوصف خالد بن
المفضل وكان من سادات بني اسد وكان لقبه (السيد الصمد) وكان خالدا وأسدي آخر هو ايضا من ساداتها الا وهو عمرو بن مسعود نديمان للمنذر ملك الحيرة وذات ليلة أخذت الخمر برأس المنذر  فأمر بقتلهما ولما افاق من سكرته ندم ندما شديدا على ما فعل ،  قال الشاعر في ذلك

الا بكّر الناعي بخيري بني أسد  
                 بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد
والناعي هو من ينقل ويبث خبر الموت   فبنى المنذر على قبريهما (الغريان) وجعل من اليوم الذي قتلهما فيه يوما سنويا لبؤسه لا يرى فيه أحدا من الناس الا قتله _حتى لو كان اقرب الناس اليه_ وغرى بدمه (الغريان) وسميا بذلك لأنه كان يغري قبريهما بدم من يظهر عليه في يؤم بؤسه وأول من غرّي بدمه عبيد بن الأبرص (تبرص جلده بسبب طول عمره فسموه أبرصا). وعليه فالله عز وجل في حياة المسلم هو الصمد الذي يصمده (يقصده) المسلم لقضاء حوائجه
 --------------------
* أحد 
يقول لؤي شريف في مغالطة أخرى ان كلمة (أحد) في سورة الأخلاص في قوله تعالى  (قل هو الله أحد الله الصمد) ليست عربية وانها من الآرامية؟
العرب تقول (الأَحد) وهو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر، الأَحد إيضا بمعنى الواحد وهو أَوَّل العدد، تقول أَحد واثنان  وأَحد عشر  وفي العبرية نجد كلمة אֶחָד (أخاد) وتعنى واحد كما نجد إيضا  שְׁלוֹשָׁה (شلوشه) أي ثلاثة و שֵׁשׁ (شيش) أي ستة ولفظ الأعداد العبرية هي من المشترك اللغوي. وعليه لا يستقيم قراءة الآية الكريمة على حسب مايزعمه لؤي  شريف لأن الصمد ليس الطريق كما زعم وأنما  يعنى الصمد من يصمده (يقصده) الناس لقضاء حوائجهم  والواحد لأنه الوحيد الذي يعبده المسملون لا يشركون  به احدا
---------------
* جهنم

يقول لؤي شريف أن كلمة (جهنّم) ليست عربية وأنما عبرية و تعني أسم الوادي الذي كان يعذب فيه سليمان مردة الجن.
واستدرك بالقول أن (جهنّم)  كانت العرب تطلقه في الأصل على البئر بعيدة القعر وبه سميت جهنم به لبعد قعهرها أعاذنا الله واياكم ، جهنام (بكسر الجيم والتشديد)  من أسماء البئر
وقال أمية بن أبي الصلت وهو شاعر جاهلي 
فلا تدنو (جهنم) من بريء ... ولا عدن يطالعها أثيم

----------------------
* عدن
يقول لؤي شريف أن كلمة عدن الواردة في قوله تعالى  (
جنات عدن تجري من تحتها الأنهار) كلمة ىرامية تعني (بستان)
 أستدرك واقول أن كلمة (عدن) في اللغة العربية تأتي بمعنى أقام  وسكن وهي مشتقة من (العدن) وهو أن تبقى الإبل في مكان تألفه فلا تبرحه  ومنه (المعدن) وهو المكان الذي يقيم فيه الناس لا يبرحونه لا صيفا ولا شتاء.
 ومنه أسم (عدن) لمنطقة معروفة في اليمن  عدن فيها (أي اقامت فيها) جماعة من قبيلة حِميّر  اليمنية فسميت عدن حِميّر. وعليه فأن المقصود من كلمة (عدن) في الآية الكريمة  (جنات عدن تجري من تحتها الأنهار) أي جنات (أقامة) تجري من تحتها الأنهار نسأل الله أن يجعلها لنا ولكم دار القرار
----------------------------------

* أب
يقول لؤي شريف أن كلمة أب في قوله تعالى وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم هي كلمة آرامية وتعني ..... الثمرة الناضجة
استدرك واقول أن (الأب) هو  الكلأ  (العشب) الذي تعتلفه الماشيةُ وسمي بذلك لأنه (يؤب) إليه أي ينتجع إليه وهو الذي قال فيه الشاعر الجاهلي:
جذمنا قيس ونجد دارنا ... لنا (الأب) به والمكرع
أي لنا في نجد الكلأ والماء
  وقوله جذمنا : أي قطعنا ومنه الجذام مرض يقطع الأطراف ، المكرع :  الماء الصالح للشرب
 اذا يستقيم فهم الآية (وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم)  بأن الله عز وجل  جعل الفاكهة متاعا للأنام (البشر) وجعل (الأب)  أي العشب متاعا للأنعام (الحيوانات)
--------------------------
* راغ
يقول لؤي شريف أن كلمة (راغ) في قوله تعالى {فراغ عليهم ضربا باليمين} بمعنى قصدهم . أقول أن كلمة (راغ) في العربية لها معنى دقيق وخاص يقول العرب راغ  إلى كذا :  أَي أنحرف وأقبل عليه سرّاً وخفية ووردت كلمة (راغ) في آيتين كريمتين
في قوله تعالى : فراغ إلى أَهله فجاء بعجل سمين،
وقوله تعالى : فراغ عليهم ضرباً باليمينِ
وتعتبر السّرية شرطا لأستعمال كلمة (راغ) ، فلا يقولون مثلا راغ الحاج من مكة
فالرواغ أذا يطلق على كلُّ  انحراف او اقبال في استخفاء  والعرب تقول اروغ من ثعلب ، قال طرفة بن العبد لعمرو  بن هند (شاعر جاهلي) يلوم أصحابه في خذلانهم إياه:
كل خليل في كنت خاللته ... لا ترك الله له واضــحه
كـــــلهم أروغ مـــــن ثعلب ... ما أشبه الليلة بالبارحه
 وفلان يُراوغ في الأَمر مراوغة، وتراوغ القوم أَي راوغ
بعضهم بعضاً. والرَّواغ : الثعلب ، وراغ بمعنى زاغ إيضا  
فالمقصود بكلمة (راغ) في قوله تعالى
{فراغ عليهم ضربا باليمين} [الصافات: 93] أي مال عليهم سرّا وخفية، اذا فكلمة (راغ) هي كلمة عربية أصيلة لاشبهة فيها 

--------------
خاتمة
للأسف الشديد لؤي شريف يسير على ما سار عليه
النصارى واليهود  ومن شاكلهم الذين يقولون_زورا وبهتانا_ أن القرآن نص آرامي (سرياني)  فأخذ يردد أقوالهم وهي أقوال لا تقوم على أي دليل . 

حقيقة أنا صدمت من عدة أمور في لؤي شريف فهو يخلط كثيرا بين الآرامية والعبرية ويعتبرهما كأنهما لغة واحدة وهذا من أعجب الأشياء ، ثانيا يجهل لؤي الكثير في لغة العرب ولا يكلف نفسه في تطوير نفسه فيها بل لا أجده الا مهرولا  خلف اللغة الآرامية وهي لغة كما قلت سابقا أنها لغة (ماتت) حوالي 500 عاما قبل نزول القرآن.
للأسف هناك فكرة راسخة في ذهن لؤي شريف
وفي أذهان من يطعنون في ثوابت الأسلام الاوهي القول بأن القرآن  آرامي (سرياني) وكتب بخط آرامي وهذا الزعم لايقوم على أي دليل بل اوهام واكاذيب يستطيع هدمها كل من كان لديه المام بسيط في مباني اللغات . اللغة العربية مكونة من 26 حرفا بينما الآرامية مكونة  فقط من 22 حرفا ، اذا هناك 6 حروف في العربية  لانجدها في الآرامية وهي حروف أساسية في تكوين الكلمة العربية ولا يمكن الأستعاضة عنها بأي حال وهي (ث) ، (خ) ، (ذ) ، (ض) ، (ظ) ، (غ)  فكم كلمة عربية تتكون من واحد من هذه الحروف اوليست العربية لغة الضاد فهو حرف لا نكاد نجده الا في اللغة العربية.