مكة

سمعت البروفيسور السُريّاني اللبّناني الشماس (قبرإيل صوما) وهو أستاذ وخبير في اللغّة السُريّانية (الآرامية) في لقاء تلفزيوني معه في أحدى القنوات  يقول أن أسم (مكّة) هو من اللغّة السُريّانية بمعنى المكان المنخفض أي أن أسم (مكّة) يعني (المنخفضة). 

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي - مستدركا - على البروفسيور (صوما) أن (مكّة) هو الأسم الأكثر شيوعا من بين  أكثر من 50 أسما لبيت الله العتيق وورد أسم (مكّة) لمرة واحدة في القرآن الكريم قال تعالى في سورة الفتح في الآية 18 ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾
ووردت تفسيرات عديدة  وكثيرة لمعنى هذا الأسم  (مكّة) فالبعض قال أنه من (المُكاء) وهو الصفير وذلك في قوله تعالى في سورة الأنفال آية رقم 35: (وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً) والتصدية هي التصفيق 
وهناك تفاسير آخرى عديدة لأسم مكة .

 يقول العطيات أن أسم (مكّة) أنما هو مأخوذ من (مكّ) ومادة (مكك) عند العرب لها معان كثيرة جميعها يعني (صوت كالصفير) ومنه صوت الصفير الذي يسمع عند غاية الأستـقـصاء في بلوغ الشيء حتى يخرج منه كقولهم (مَكَّ الرجل العظمَ) : أي أمتص ما فيه من المخ حتى خرج له وخرج لفعل المص صوتا واضحا ،(مكّ الفصيل الضرع) أي أتى على كل ما فيه من الحليب بما يصحب ذلك من (صوت) يشبه الصفير
قال عنترة:
وحليلِ غانيةٍ تركْتُ مجدّلًا ... (تمكو) فرائصه كشِدْق الأعلم
قوله (تمكو) أي يسمع لطعنته صوت. و الأعلم من (العَلَم) وهو الشق في الشفة العليا.
و(مكّت دبره) : إِذا صوتت.

وفي لهجة وسط الجزيرة قولهم (مكوه) كناية لدبر الأنسان لأخراجها الأصوات. 
و من المعنى المجازي قولهم (مكّ) الرجل خصمه يمكّه مكاً أي بالغ في خصومته والتضييق عليه.

وعليه فأن أسم (مكّة) هو إيضا مأخوذ من (مكّ) لأن من يظلم فيها (مكَّهُ) اللهُ ، أي أستقصاه بالهلاك ويستشهد العطيات بقول شعر قديم ونادر:
 يا مكَّة ، الفاجرَ مُكِّى مكَّا ... ولا تمكي مذحِجاً وعَكَّا

وعليه فأن أسم (مكّة) أسم (عربّي) ومعناه الأصلي اللغوي مكان الصفير أو مجازا (المُهلكة) وليس سُريانيا كما زعم البروفيسور (صوما).